ترجمات قصصية

$0.00

الترجمة والأدب هما شغفان رائدان في حياتي. بدأتُ الترجمة وأنا في المدرسة الابتدائية مع دار نشر متواضعة يملكها والدي، وتطوعتُ بعدها لويكيبيديا (الموسوعة الحرّة الشهيرة)، التي أمضيتُ أكثر من عشر سنينٍ وأنا أترجمُ فيها المقالات من اللغة الإنكليزية إلى العربية دون مقابل، وقد أضفتُ إليها ما يزيدُ عن ألف مقالة أكسبني العملُ عليها خبرةً لا يستهانُ بها بهذا المجال. وأما الأدب فقد كنتُ أقرأه منذ طفولتي، إذ أكملتُ 900 صفحة من رواية “موبي دِك” وأنا ابنُ العاشرة، ولم يصعُب عليَّ -منذ ذلك الحين- أن أرى رداة معظم الترجمات الأدبيَّة العربية وضعفها مقارنةً بغيرها.

شرعتُ قبل عامين بتأليف كتاب عنوانهُ “فن الترجمة العربية” (لا زال في مرحلة التأليف، ولكن بإمكانك ترقّبه على هذه المدونة قريباً)، وقد تعمَّقتُ أثناء تأليفه في مجال الترجمة بمستوى أكاديمي غير مسبوق، بحيث أنِّي رغبتُ بصقل وتقوية مهاراتي في الترجمة الأدبية، وليس المقالات العلمية البسيطة، قبل أن أزعمَ أني قادرٌ على الكتابة عن الترجمة. كانت نتيجة هذا التدريب هي القصص التي أرفقها أدناه، والتي شجَّعتني على أن أتوجَّه نحو ترجمة أعمال أدبية كبيرة قد أعرضُها للبيع هنا فيما بعد. وأما هذه القصص فهي أعمالٌ بسيطة أُفضّل التبرع بها للقارئ العربي دون مقابل.

عن هذه القصص

قبل أن تبدأ القراءة، أودّ منك أن تعرف أني اخترتُ كل القصص المترجمة أدناه بعناية شديدة، فهي كلّها لأدباء مشهورين ذوي أسماءً رنّانة، وقد قرأتُ قصصهم أثناء دراستي للأدب في الجامعة واخترتُ ما جذب اهتمامي ونالَ إعجابي دون غيره. لا يزيدُ طول أي قصة هنا عن عشر صفحات، ورغم ذلك، فقد قضيتُ ما بين 5 إلى 10 ساعات في ترجمة معظمها، متمعّناً بكلّ كلمة بحرص واهتمام.

عن الترجمة العربية

لي ما يقارب خمسة عشر عاماً أرتادُ معارض الكتب، والتي زرتُها في ثلاث دول عربية، وقد رأيتُ من اطلاعي أن الأدبيات المترجمة غلبت على المكتبة العربية، ولكنها (لاهتمام القرّاء بها وشعبيتها، خصوصاً الروايات) صارت تجارةً لا تختلفُ عن غيرها، بحيث أن السعر الرخيص والترجمة الهاوية اكتسحت الأسواق. ويدهشني أني قرأتُ أعمالاً لمترجمين يتباهون بعدد شهادات اللغة والترجمة المعلّقة على حوائط منازلهم، والذين “يترجمون” كتباً لا تكاد تقرأُ، حتى أن نصف جملها تشبهُ الكلمات المتقاطعة. وأزعمُ أنك لن تجدَ في ترجماتي شيئاً من ذلك، لأني لا أترجمُ جملةً حتى أستوعبها استيعاباً كاملاً، ولأني لا أترجمُ بناءً على ذوقي وهواي، وإنما على مناهج أكاديمية في الترجمة قرأتُها ودرستُها وتعمَّقتُ فيها.

القصص المعروضة

  • العَقْد (بالأصل: La Parure، بقلم غي دو موباسان): معروفة لنهايتها الصّادمة، وكثيراً ما يستشهدُ بها في صفوف التحليل الأدبي لأسلوبها المشوّق ورسالتها القوية على قصرها. كُتِبَت أصلاً بالفرنسية، ولكني ترجمتُها عن الإنكليزية لضَعْفي بسابقتها. طولها 5 صفحات، تأخذُ قراءتها عشر دقائق.
  • القُرْعَة (بالأصل: The Lottery، بقلم شيرلي جاكسون): تعتبرُ من “أشهر القصص في تاريخ الأدب الأمريكي”. تصفُ القصة مدينة خيالية يقامُ فيها طقسٌ خاصّ، وهو طقسٌ وحشي بعض الشيء بحيثُ أن مؤلّفتها تلقت عدداً هائلاً من الرسائل الساخطة بسبب ما ألّفته. تتماشَى الترجمة مع الأسلوب المشوّق للكاتبة. طولها 7 صفحات، تأخذُ قراءتها إحدى عشر دقيقة.
  • برميلُ الأمونتيلادو (بالأصل: The Cask of Amontillado، بقلم إدجار آلان بو): تُدرَّس في معظم صفوف الأدب لتوظيفها لغةً مذهلةً بمعانيها المُبطَّنة، فالكثير من الجمل التي في القصّة أو معظمها قد تحملُ معنين متضادَّين. لم أنقُل شيئاً من هذه اللغة إلى العربية لاستحالة الأمر، ولكنّي أظنُّها رائعة حتى مع هذا النقص. طولها 3 صفحات، تأخذُ قراءتها خمس دقائق.
  • ضُيُوف البِلاد (بالأصل: Guests of the Nation، بقلم فرانك أوكرنر): تحكي قصّة جنديَّين بريطانيَّين وقعا في أسر الجيش الأيرلندي أثناء حربٍ بين بلديهما. تتبعُ القصة بذكاء وعبقريَّة شديدة العلاقة بين السَّجين والسجَّان. هذه قصتي القصيرة المفضلة، ولذا حرصتُ في ترجمتها على نقل روحها اللغوية المُميَّزة ولكنة الجنود القويّة قدر ما استطعت. طولها 7 صفحات، تأخذُ قراءتها سبعة عشر دقيقة.

الوصف