ربما يعرف بعضكم التدوينات السنوية التي اعتدتُ كتابتها في نهاية وبداية كل عام حول تجربتي مع “الأهداف السنوية”، وهي عادةٌ بدأتُها قبل ثماني سنوات والتزمتُ بها منذئذٍ، ولكني عدلتُ عن التدوين عنها في السنة الماضية كسلاً وخشية من التكرار. وقد سألني بعض الأصدقاء في الأيام الماضية عن تدوينة هذا العام، الذي كان بالنسبة لي مميزاً وحافلاً بالأحداث بما يكفي حتى …
الوادي العظيم: يوميات من ألمانيا وفرنسا
هذه التدوينة هي لحظات متفرّقة من رحلتي الأخيرة إلى أوروبا (شهر أيلول/سبتمبر 2022)، أشاركها هنا على شكل مذكّرات، وهي ليست “قصة” مترابطة في جميع مواضعها. كانت الغابة مظلمة وساكنةً جداً، فالساعة لم تتجاوز السادسة، والناس لم يصلوا بعد، ولهذا لم يساورني أي شك في أن الجلبة الكبيرة التي سمعتُها بين الأشجار أمامي هي زلَّة حيوان بري مُعْتَبر، وأن علينا (أنا …
مراجعة عام 2021
بدأتُ منذ ست سنوات بتجربة عادة “الأهداف السنوية”، واعتدتُ منذئذٍ أن أكتب تدوينة سنوية في نهاية كل عام أُوثِّق فيها نتائج هذه “التجربة” أو “العادة” لدي. لا تهدف هذه التدوينة لإقناعك بتبني الأهداف السنوية في حياتك (لو كنت تظن أنها ضربٌ من التنمية البشرية فلن أستطيع لومك، لأنها كانت تبدو لي كذلك)، وإنما الهدف منها هو أن تكون توثيقاً شخصياً …
عن “تضييع الوقت” و”استغلاله” في المجتمع العربي
حينما يمر أب أو أم بجانب فتى يلعب لعبة فيديو أو يدردش مع أصدقائه أو يشاهد فلماً فإن أحد أكثر ردود الفعل المتوقعة أن يتلقّى الفتى تأنيباً في أسس “تضييع الوقت” وحسن التخطيط للمستقبل، وقد يوحي رد الفعل الشائع هذا بأن “الوقت” يعتبرُ كنزاً ثميناً في الثقافة الاجتماعية العربية أوبأنه من غير المقبول التكاسل عن العمل الجادّ في هذه الثقافة، …
تجاربي وأهدافي السنوية في عام 2020
[يمكنك إن رغبت الاطلاع على تدويناتي السنوية السابقة لأعوام: 2019 و2018 و2017] قررتُ قبل خمس سنوات أن أبدأ بتجربة فكرة “الأهداف السنوية” (أو ما يسمّى New year resolution)، واعتدتُ منذ ذلك الحين أن أضع لنفسي في بداية كل عام قائمة بأهدافي الشخصية، فصارت هذه القائمة جزءاً جوهرياً من “روتين” حياتي ودافعاً حقيقياً وفعَّالاً جداً لإنجاز أمورٍ محدَّدة قبل نهاية كل …
نشر كتاب «فن الترجمة والتعريب»
نشرتُ مع “أكاديمية حسوب” في يوم اللغة العربية العالمي لسنة 2021 كتاباً جديداً بعنوان «فن الترجمة والتعريب» يتناول منهج الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى العربية احترافياً، وهو من الكتب العربية القليلة المتخصّصة بهذا الموضوع، بل ومن كتبٍ معدودة كُتِبَت مع الاستشهاد بالمصادر الموثوقة وبأسلوب كتابة مُبسَّط. الكتاب مجاني ويمكنك قراءته في أي وقت عبر الرابط أعلاه. إن قرأته، أدعوك -لطفاً- …
رحلة أوروبا
بعد نهاية حرب طروادة، بحسب ما ترويه ملاحم هوميروس، ركبَ الملوك اليونانيّون سفنهم عائدين إلى أوطانهم التي فارقوها أزيد من عشر سنوات، وقد ملأهم التوق للمّ شمل عائلاتهم ولُقَيَى أبنائهم. وقد عاد كلّ هؤلاء الملوك إلى بلادهم واحداً تلو الآخر ما عدا شخصٍ واحدٍ عاثر الحظّ: وهو أوديسيوس بن ليرتيس، الذي تلاقفتهُ أمواج البحر والوحوش والأهوال لعشر سنوات أخرياتٍ حتى …
تجربتي مع الأهداف السنوية في 2019
بدأتُ بتطبيق تجربة “الأهداف السنوية” قبل أربعة سنوات، ومنذ ذلك الحين وأنا أوثّقها سنوياً بتدوينة في نهاية كل عام (كتبتُ تدويناتٍ مماثلة في 2018 و2017 و2016)، فقد وجدتُ أن هذا التوثيق مفيدٌ جداً لي لأرشفة تقدمي وتطوري الشخصي للمستقبل، كما أنَّ التفاعل الإيجابي معها في مجتمع حسوب I/O شجَّعني لنشرها في مدونتي ومشاركتها مع أصدقائي. وضعتُ لنفسي ستة أهداف في بداية …
هانوفر
تأملتُ الشاشة لثلاثين ثانية على الأقل لأتأكد من الرقم، لكثرة ما أخطئ قراءة الأرقام عندما تنال مني العجلة، على أنه ظلّ ثابتاً لم يتغيّر: “مطار كولون-بون، الساعة 9:41 دقيقة”، بينما أشارت ساعة معصمي إلى 9:40. كنتُ واقفاً عند مدخل المحطة الرئيسية، وقد علمتُ من الأسابيع التي قضيتها في هذه المدينة (والتي ذرعتُ فيها هذه المحطة بضع عشرات من المرّات) أن …
ضياعٌ في غابات ألمانيا، الجزء 2
[ملخّص أحداث الجزء الماضي: سافرتُ أثناء ترحالي إلى مدينة صغيرة اسمها باد شانداو في شرق ألمانيا، وانطلقتُ منها على قدميَّ قاصداً غابة طبيعية مشهورة بجروفٍ صخريَّة خلاّبة يقطعُ السياح مسافاتٍ طويلةً لرؤيتها. عبرتُ في طريقي عدَّة قرى صغيرة وضللتُه عدداً من المرَّات، ثُمَّ التقيتُ امرأة ألمانية وافقت -أو عرضت- مرافقتي لها في رحلتها عبر الغابة نفسها. أخذتني هذه المرشدة السياحية …