مراجعة شخصية لعام 2023 وأهداف العام الجديد

ربما يعرف بعضكم التدوينات السنوية التي اعتدتُ كتابتها في نهاية وبداية كل عام حول تجربتي مع “الأهداف السنوية”، وهي عادةٌ بدأتُها قبل ثماني سنوات والتزمتُ بها منذئذٍ، ولكني عدلتُ عن التدوين عنها في السنة الماضية كسلاً وخشية من التكرار. وقد سألني بعض الأصدقاء في الأيام الماضية عن تدوينة هذا العام، الذي كان بالنسبة لي مميزاً وحافلاً بالأحداث بما يكفي حتى يستحقَّ العودة للتدوين، لكني قررتُ أن أُغيِّر أسلوب تدوينتي المعتاد بحيث تُصْبِحُ مراجعةً أقصر ومتمحورةً أكثر حول تغييرات حياتي (المتوقّعة وغير المتوقّعة) في هذا العام، وليس حول أهدافي السنوية فحسب. 

لو أثار فضولك كيف بدأتُ بالالتزام بالأهداف السنوية كل عام ولماذا أستمرُّ بذلك منذ أمدٍ طويل، فأنصحك بقراءة تدوينتي الأولى من سنة 2016. كنتُ أعيد شرح تبريراتي وقصتي كل عام لكن أعتقد أني أصبحتُ أكرّر الحكاية ذاتها في كل تدوينة! 

تحوّلات وإنجازات حياتي في عام 2023

تأليف رواية

لو سألتني ما هي أصعب مهمَّة في العالم فسوف أقول أنها بالتأكيد تأليف رواية، ولو زعم أحدهم أن تسلَّق جبل إيفرست قد يكون أكثر صعوبة، فسوف أصرُّ على موقفي وأُوضِّحُ له أن تأليف رواية أقرب إلى تسلُّق جبل إيفرست صعوداً ونزولاً بلا نهاية حتى تكتشف أكثر طريق مبدعٍ لبلوغه، ثم أن أن تكتب كتاباً عن تجربتك: فكتابة الرواية هي الخطوة الأخيرة والسهلة في رحلة التأليف العويصة. 

إحصاءٌ شبه دقيقٍ عن وقتي وأنا أكتب روايتي.

حلمي بتأليف رواية ناجحة هو السبب الفعليِّ في التزامي بالأهداف السنوية منذ ثمانية سنوات، وهي الهدف الأول على قائمتي في كل سنة، والهدف الذي حققتهُ -للمرة الثانية- في هذا العام. فقد بدأتُ روايتي الثانية قبل سنتين تقريباً، وأنهيتُها في عيد ميلادي السابع والعشرين بشهر سبتمبر المنصرم. تدور أحداث الرواية في مدينة منعزلة بمنتصف الصحراء القاحلة، وتتابع حاجب الأمير وهو يحاول أن يجيب على سؤال يُحيِّره: “لماذا بُنِيَت هذه المدينة في الصحراء، ولماذا قرَّر أميرها ألا يسمح لأحدٍ بزراعة الأشجار؟”.

الرواية مكتملةٌ حالياً بمسودّة أولى من 60,000 كلمة، وقد تطوع عددٌ من الأصدقاء لقراءتها وإبداء الرأي. أعتبر هذه الرواية بدون شك أفضل ما كتبتْ، فأنا فخورٌ بها وأريد أن أحاول نشرها، لكنها بحاجة لتعديلات محوريَّة بناءً على ما سمعتُ من ملاحظات، وهذه التعديلات تستغرق وقتاً وجهداً لا حَوْل لي به في خضمِّ التحوُّلات الكبيرة التي وقعت لي مؤخراً.

القرارات الفظيعة التي أحاول تجنُّبها لاستكمال مسودّة روايتي.

الانتقال للولايات المتحدة

في صباح يوم حار بمنتصف شهر يوليو الماضي، فتحتُ بريدي الإلكتروني لأرى رسالةً من السفارة البريطانية في الأردن تعلمني بقبولي لمنحة “تشيفننغ”، التي تغطّي دراسة الماجستير في بريطانيا. بعدها بيومين، حصلتُ على قبول للدراسة في جامعة كولومبيا الأمريكية، مرفقاً بالإشعار الآتي: «معك 48 ساعة لتأكيد قبولك في الجامعة، أو سوف تخسره». ربما كان اليومان التاليان أكثر أيام حياتي حيرةً وتخبُّطاً. 

إطلالةٌ على مانهاتن، موطني الحالي.

لم أُمْضِي لحظةً في تلك الساعات الثمانية والأربعين دون تفكير وتشاور، ودون تساؤل عمَّا سوف أعضُّ أصابعي ندماً عليه إن اخترتُ أياً من الجامعتين. لعلَّ قراري كان صحيحاً ولعله كان غلطة كبيرة، فعلى الأرجح أننا لن نعرف أبداً، لكن النتيجة هي أني في مدينة نيويورك، وأن الشهور الأربعة الماضية كانت من أكثر الشهور اكتظاظاً بالأحداث والتغييرات في حياتي.

أسكن الآن على مسافة 15 دقيقة من الـCentral Park، في غرفة ضيّقة بشقة مشتركة بمانهاتن، أتقاسمها مع زملائي في السكن مثلما يتقاسم جوي وتشاندلر شقتهما في مسلسل Friends، وأستقلُّ قطار الأنفاق كل يوم أو اثنين إلى أماكن ألفتُها من شاشة التلفاز لم أتخيَّل أنها جزء من عالمنا الحقيقي.

جامعة كولومبيا، قد تبدو مألوفة لو سبق لك أن شاهدتَ Suits أو “سبايدرمان”!

لكن أكبر التحوُّلات الفعلية في حياتي وفي انتقالي للولايات المتحدة هو أني خرجتُ عن روتين العمل الرتيب. فبعد أربع سنواتٍ ثابتةالوتيرة لم أكد أتحدث فيها إلا مع عائلتي وزملائي بالعمل، صرتُ ألتقي بعشرات الأشخاص الجدد أسبوعياً من كل بلدٍ ومكان، وحلَّت مكان ساعات الدوام الثمانية نشاطات لم أكن أتخيَّل تنوّعها وحيويتها، وأما ما هو أهم من ذلك فأني وبدلاً من تكرار مهمَّات العمل التي مللتُها دون أن أكسب شيئاً جديداً، غدوتُ أتعلَّم قدراً مذهلاً من الأشياء لم أكُنْ لأتصوّره.

البرمجة ببايثون

لطالما اعتبرتُ البرمجة ضرباً من القدرات الخارقة التي تُرْزَقُ بها قلَّة من أبناء الإنسانية، وأن القادرين على تعلّمها عباقرة مدهشون في صفِّ علماء الفيزياء الذريَّة وصُنَّاع الصواريخ النووية. لكني (ربما مثل غيري ممَّن يعيشون في هذه الزمن) كنتُ أشعر بعجزٍ متزايدٍ بسبب عجزي عن الاستفادة من هذه القدرة، فلطالما صادفتُ في عملي مهاماً تتطلَّب إتقاناً للبرمجة بأحد جوانبها، وقرَّرتُ لذلك أن أبدأ رحلة الماجستير بمواد تتخصَّص بلغة “بايثون”. ويمكنني أن أُؤكِّد بعد 4 شهور أن البشر الطبيعيّين أمثالي قادرون على تعلُّمها بالفعل، وأني فخورٌ بأني صرتُ قادراً على تحليل البيانات إحصائياً وعلى تحليل النصوص اللغوية (NLP) بل وكتابة نماذج بسيطة للتعلُّم الآلي والمهام المؤتمتة.

محاولة يائسة لحلّ أحد واجبات البرمجة في مكتبة جامعة كولومبيا.

كتابة مسرحية

تحتفل عائلتي بعيدَيْ الفطر والأضحى بأكثر الطرق غرابة، فبدلاً من سلسلة الزيارات الرتيبة الطبيعية والمعايدات المسالمة يختار أبناء العائلة تنظيم برنامج فعاليات فائق التعقيد، قد يتضمَّن إطلاق “بازار” عائلي مكتفٍ ذاتياً فيه عشرات الأكشاك التي تبيع مختلف المنتجات، أو ربما سلسلة “ألعاب أولمبية” مع ميداليات وجوائز مُخصَّصة للعائلة، بل وموقع إنترنت لتتبُّع النتائج. وأما ما توصَّلوا إليه هذا العام فهو إعداد مسرحية كاملةٍ، من التأليف إلى التجهيزات والأداء والتمثيل.

غلاف المسرحية الفاخرة!

صحيحٌ أني أثرثر هنا عن مصاعب كتابة الروايات منذ ثماني سنوات، لكن تغيَّر كل هذا حينما تطوعتُ للانضمام لطاقم كتابة مسرحية، فقد أدركتُ نعمتَيْن أغفلتهما سابقاً: الأولى هي أني لم أكن مضطراً للقلق من قبل حيال فريقٍ من الممثلِّين عليهم حفظ وأداء كل كلمة أكتبها، والثانية هي أني لم أكن مضطراً لكتابتها كلها سجعاً (كما قرَّرنا في مسرحيتنا هذه، لسببٍ غير معلوم). 

كانت المسرحية بأكملها محاكاة ساخرة لشخصيات وأحداث من العائلة، لكن في عالم خياليٍّ يُشْبِهُ -تقريباً- قرية بالعصر العباسي، وبلغة عربية فصيحة مسجوعة. وقد جاءت النتيجة غريبةً بلا شك، كما أثبتت نظرات المشاهدين وعلامات الاستفهامات الكثيرة على وجوههم. لكن كتابة المسرحية كانت من أكثر التجارب التي خضتُها تميُّزاً وفائدة؛ بفضل تحديَّاتها الكثيرة، وأعتقد أنها علَّمتني أموراً جديدةً عليَّ تماماً في فن الكتابة.

يوميات حياتي أثناء كتابة مسرحية مسجوعةٍ 100%!

الإبحار 

منذ شاهدتُ كرتون “جزيرة الكنز” وأنا في الصف الأول الابتدائي، ومنذ قرأتُ رواية “موبي دك” بعد ذلك بسنوات، وإحدى أكبر أمنياتي هي أن أُبْحِرَ على متن سفينة شراعية. وكنتُ أتطلَّع بالتأكيد لأن أُبْحِرَ على متن سفينة شراعية مصنوعةٍ من الخشب، ولأن يُرَفْرِفَ على ساريتها علمٌ أسود عليه جمجمة بيضاء، ولأن يقودها ربّان ذو ساق واحدةٍ على كتفه ببغاء، لكني رضيتُ -رغم كل هذه الطموحات- بتحقيق أمنيتي في هذا العام بالإبحار على متن زورقٍ شراعي حداثيٍّ عاديّ، وذلك في رحلة مدتها ثلاثة أيام بين جزر كرواتيا، أمضيتها كاملةً أنام في مقصورةٍ عائمة. كانت التجربة مذهلةً تماماً، لولا أني أمضيتُ نصفها تقريباً وأنا أصارع دُوَار البحر، الذي لم أتخيَّل مدى سوئه حتى جرَّبته. وللأسف، تخلَّلت الرحلة عواصف هائجة أدت إلى إلغاء جزء كبير من البرنامج، لكنها أضافت -كذلك- إثارةً لرحلة مدهشةٍ تماماً.

إفطار في عُرْض البَحْر!
الإبحار على متن قارب شراعي في كرواتيا.

الطيران المظلّي

لستُ من هواة القفز من الطائرات (ولا ركوب الجبل الروسي ولا ألعاب القفز من ارتفاعات شاهقة في مدن الملاهي)، لكن فكرة الطيران “باسترخاء” ومراقبة العالم من الأعالي تسحرني، كما قد تَسْحَرُ كثيراً من الناس، ولذلك أصبحت رياضة الطيران المظلّي (paragliding) من أحلامي منذ عرفتُ بوجودها. وعليَّ أن أعترف بأني أعدتُ التفكير في حلمي والحافلة تصعد بي (مع أبناء عمّي) قمَّة جبل شاهق مطلٍّ على مدينة “فتحية” التركية، وأن ساقيَّ أوشكتا على الانهيار وأنا أنظر من حافَّة الجبل التي سوف نقفز منها وأرى المدينة كلَّها بحجم عقلة إصبع، وأنني فكرتُ بكل الطرق البديلة للعودة إلى بر اليابسة بأمانٍ وبدون القفز من أيٍّ مكان. وقد كاد قلبي يتوقَّف في اللحظة التي رميتُ بها نفسي إلى الهواء، لكني حظيتُ بعدها بـ30 دقيقة لا تُنْسَى رأيتُ فيها العالم كما لم أراه قطّ.

حافَّة الموت، على ارتفاع 2,000 متر من مدينة فتحية!
الإطلالة الساحرة التي تكسبها بعد مجابهة الموت وجهاً لوجه.

أمور أخرى حَفِلَ بها العام

  • تعلُّم الدارجة المغربية: أقمتُ لبضعة أسابيع من هذا العام مع صديقي أناس في مدينة ستوكهولم السويد، وهو زميل ويكيبيدي من مدينة سلا المغربية، وقد استغلَّيتُ الفرصة لأتعلم منه كيف أتحدث (أو “كيفاش كنهدر”) ببعض الدارجة المغربية، وهي مهارةٌ تمنَّيتُ تعلّمها منذ زمن!
مع الصديق العزيز “أناس”، مُعلِّم الدارجة.
  • قيادة الدارجة في هولندا: على عكس البشر الطبيعيّين، تعلَّمتُ قيادة الدراجة قبل فترة قصيرة لا تتجاوز بكثير سنة واحدة، ولذلك كان أحد أكبر التحديات التي خضتُها هذا العام أن أقود دراجةً في وَسَطْ مدينة أوترخت الهولندية، حيث يتعدَّى زحام الدراجات معظم ازدحامات السَّيْر التي رأيتَها في حياتك!
  • منحة الكتابة التراثية (Curationist): حصلتُ على فرصة منحة أو زمالة للكتابة بالموضوعات التراثية مع منظمة أمريكية، وأمضيتُ شهوراً في البَحْث بمادّة مقال يُصوِّرُ أسواق أو “بازارت” العالم الإسلامي وكيف تمحورت حولها حياة الناس حتى القرن العشرين (المقال بالإنكليزية حصراً للأسف).
  • زيارة ABC ومخرج Dragon Ball Z: اعتقدتُ أني جئتُ لجامعة كولومبيا بهدف التعلُّم، لكن سرعان ما أدركتُ أني سوف أمضي نصف وقتي في هذه الجامعة بالفعاليات المدهشة التي تستضيفها، إذ أنها تستضيف دورياً المشاهير من علماءٍ وأدباءٍ ورواد فضاء، وبعض التجارب الفريدة التي حظيتُ بها أني حضرتُ حواراً شيِّقاً جداً مع جِنْ فوكوناغا، وهو منتج دراغون بول زد، وزيارة مقرّ شركة ABC التابعة لديزني في وسط مانهاتن.
مدخل برج ABC وديزني في مانهاتن.
  • حضور مباراة بيسبول: أشبعتُ فضولاً دام عشرات السنين بحضور مباراة كرة قاعدة (بيسبول) في ملعب اليانكيز بنيويورك. للأسف، لم يتحسَّن فهمي للعبة شيئاً، إذ إن نسبته ما زالت ضمن نطاق 0%، لكن حماس المتفرّجين أمتعني بطريقةٍ ما.

أهدافي للعام القادم

سوف أقسم قائمتي هذا العام لأهداف كبرى وأهداف ثانوية. االسبب في هذا هو أني تعلَّمتُ على مر السنوات الثماني الماضية أني أُ،ْجِزُ أهدافي حينما أُركِّز طوال العام على هدف أو اثنين، وأما حينما أُكْثِرُ من الأهداف الصَّعبة (التي تتطلَّب جهداً وتخطيطاً) فمن الصعب إكمال أي منها خلال العام بأكمله. لذلك، قررتُ أن أُركِّزَ مجهودي على أهدافٍ معدودةٍ “أساسية” لعام 2024، وأن أضيف أهدافاً جانبية لن أعمل عليها إلا في أوقات الفراغ، إن وُجِدَتْ! 

أهداف كبرى: 

  • إكمال درجة الماجستير: عادة لا أفضل وضع الدراسة ضمن قائمة أهدافي السنوية، لأن الشهادات الدراسية لها مدة محددة يفترض أن تكتمل خلالها. لكني سوف أستثني درجة الماجستير هذه المرَّة لأن عامي القادم مزدحم جداً، ولأن درجتي فيها الكثير من المهارات الجديدة التي تتطلب استثماراً غير معتادٍ لتعلمها.
  • منصَّة تعريب المفردات: أخطّط مع عدد من الزملاء الويكيبيديين لإطلاق مشروع قاعدة بيانات شبه مؤتمتة لتوحيد المفردات المستخدمة بالتعريب على ويكيبيديا، وربما على الإنترنت العربيِّ عموماً، وهي بتجربتي إحدى أكبر التحديات في تطوير المحتوى العربي. هذا مشروع كبير وطموح، ونسعى حالياً للحصول على تمويلٍ للعمل عليه. 
  • الحصول على تدريب: أتطلع لأن أبقى في الولايات المتحدة لبضع سنواتٍ على الأقل، ولذلك أحاول العثور على فرصة تدريب في فصل الصيف، والتي أتمنَّى أن تقود إلى عملٍ طويل الأمد. تمنوا لي التوفيق! 
المكان الذي أتوقَّع أن أعمل فيه على مهامي للعام القادم، في مكتبة الجامعة!

أهداف ثانوية: 

  • ترجمة رواية: منذ فترة (بضع سنوات فحسب) وأنا ملتزمٌ بترجمة رواية “جزيرة الدكتور مورو” لهـ ج. ويلز لنشرها ضمن سلسلة من الروايات العالمية، وأعتقد أنه قد حان الوقت لإنهائها أخيراً. هذا هدفٌ صعبٌ، لكنه أَيْسَرُ بكثيرٍ من كتابة أو تأليف رواية. 
  • كتابة روايتي الثالثة: أسعى لتأليف رواية جديدة أسهل للنشر وأقرب للجمهور العام من الرواية التي أكملتُها مؤخراً، والتي كانت تجريبية وأدبية أكثر. عندي طموح بالغ الصعوبة بأن أحاول كتابتها وأجرّب نشرها باللغة الإنكليزية، لكني أتقبّل أن ذلك لن يتحقق على الأرجح، وهذا هو سبب وضعه ضمن الأهداف الثانوية (وليس سهولته بالتأكيد). سوف أعتبر الهدف مكتملاً لو وصلتُ 40,000 كلمة بنهاية العام.
  • استكشاف الولايات المتحدة: أخطط لرحلة إلى إحدى الوجهات الطبيعية الخلابة في الولايات المتحدة في وقت ما، غالباً سأضطر لاحتيار وجهة واحدة قد تكون “الوادي العظيم” أو “محمية يلوستون”، لعلِّي ألقى فيها ثيران البايسون! 
  • قراءة الأدب العربي: منذ فترة وأنا أتبحّر ببطء بتاريخ الأدب العربي الطويل، وأريد أن أخصّص وقتاً أكبر لهذه المهمة الممتعة. أعتقد أني سوف أرضى لهذا العام بقراءة مجلّدات “ألف ليلة وليلة” الأربعة التي تشغل نصف مكتبتي بالمغترب!
مشروع لقراءة الأدب في العام القادم!

خاتمة

شكراً لإتمامك القراءة إلى هنا… لو كنت قرأت موضوعي كاملاً بصدق وإخلاص، فأستطيع تبشيرك بأنك أنهيتَ لتوّك حوالي 2,000 كلمة، وهو إنجاز لطيف لبداية هذا العام. يُمكنك أيضاً أن تشاركني تجربتك مع أهداف العام الجديد في التعليقات.. سأكون سعيداً بقراءتها.

Comments 4

  1. يبدو أنني أنهيت لتوّي قراءة حوالي 2,000 كلمة! وقد كانت رحلة ممتعة فعلًا.
    أما عن أهداف العام الجديد، فأنا -مثلك- أفضّل التركيز على هدفٍ أو اثنين. وسيكون هدفي لهذا العام: إنهاء روايتي الثانية فحسب.

    1. Post
      Author
  2. عبّاد يا عبّاد، أنا متابعة لمدوّنتك لفترة طويلة الآن، ودائماً معجبة بشغفك وعملك وطريقة كتابتك. (بحسك كنز من كنوز الديرانية). إنجازاتك الشخصية هذا العام كانت مذهلة، وأعتقد أننا نشترك في تجربة الطيران بالمظلة Paragliding في تركيا وتقريباً نفس المشاعر. مدونتك دائمًا تلهمني للكتابة، مع كل محاولاتي لتوثيق تجاربي الشخصية، أرى في الكتابة كثيراً من الجهد والمطالبة باستعادة ذكريات ومشاعر مكلفة بالنسبة لي، لكنها الأكثر راحةً وفيها الكثير من التنفيس عن الروح (cathartic) – لا أستطيع التمعن في إنحازاتي للعام السابق لأنني عادةً لا أكتبها أو أُثبتها، ومع ذلك، أجد نفسي ساعيةً لتحقيقها بأي حال من الأحوال، بدون أي نية أو تخطيط مسبق في بعض الأحيان، ولا أمتلك الفرصة للتفكير فيها مجددًا، نظراً لذاكرتي الرديئة والفوضوية التي تعم حياتي، وأشعر دائمًا بالجوع للمزيد، كما لو كنت لم أحقق شيئًا، لكنني عند التمعن في مدوناتك كل عام أستطيع إدراك وحتى تدارك ما أنجزته في السنة أو السنوات الماضية، وأستطيع الحصول على جرعات وجرعات من الإلهام (بالكيلو) لأكتب مجدداً وأوثق التجارب بطريقة أفضل وأستشعر أهميتها وجمالها في حياتي. شكرًا جزيلاً يا عبّاد، سامحني على لغتي العربية البسيطة أيضاً (وكل سنة وانت طيب يا باشا) — صديقتك الصدوقة جود.

    1. Post
      Author

      جود العزيزة والصّدوقة، أعتذر جدًا لأنه فاتني أن “أوافق” على هذا التعليق (وهو إلزام مزعجٌ سببه كمية السبام الهائلة على المدوّنة) وسط ضغوط الدراسة الشديدة، لكن قرأتُ هذا التعليق بابتسامة عريضة جدًا.. و”صنع يومي” كما يُقَال هنا في بلاد الأجانب 🙂

      كلماتك مبهرة جدًا بصراحة، سأحاول ألا أمتئلي غرورًا بعد قراءتها 😛 (أمزح). لو قررتِ أن تدوّني تجربتك فسأكون من أول قرائها، خصوصًا تجربة الطيران التي صرتُ متشوّقًا لأعرف كيف كانت لك، فقد بدأتُ بنشر هذه التدوينات السنوية أساسًا على شبكة اجتماعية (حسوب I / O، قد تعجبك للمناسبة)، وكان هدفي أصلًا هو المشاركة وتبادل التجارب مع الآخرين، ربما لأن المقرَّبين قلما كانوا شغوفين بهذه الأمور مثلي.

      شكرًا جزيلًا لتزيين التدوينة بهذه المداخلة الجميلة، لغتك العربية بقمة السلاسة، بلا مجاملة، ميلي علينا في نيويورك.. معكِ حتى بداية 2025!

اترك تعليقاً